[QUOTE=ben ebdi 050;6810440]الحرج يدفع القطريات للهروب من عيادات الأطباء
سباب اجتماعية وراء عزوف المراجعات عن الكشف لدى الأطباء الرجال
الدمام:عبدالله السلمان، سهام الدعجاني
يحلم كثير من المراجعين والمراجعات لمستشفيات النساء والولادة بتأنيث كوادرها من طبيبات وممرضات احتراما لعادات وخصوصية المجتمع المحافظ. الصعوبات التي تواجهها مستشفيات وزارة الصحة في توفير طبيبات لأقسام النساء والولادة دفعت بمراجعات لأن يتحملن الألم والعودة إلى المنزل حين يتعثر العثور على طبيبة. مستشفيات القطاع الخاص التي وفرت الطبيبات استغلت الأمر برفع الأسعار إلى الضعف. أطباء ومراجعون يؤكدون الحاجة إلى استراتيجية خاصة بإعداد الكوادر النسائية المختصة بالنساء والولادة تحقيقا لمتطلبات المجتمع.
عيادات الطبيبات مزدحمة
ويلاحظ الزائر للمستشفيات أنَّ الضغط الشديد يكون على عيادات الطبيبات الأمر الذي يصفه المراجع محمد الخالدي بالطبيعي في مجتمع محافظ، وقال "الخالدي إن ذلك ولَّد معه مشاكل أخرى، ومنها عدم قدرة هذه العيادات على تحمل الزحام الشديد جراء رغبة الكثير من النساء بالدخول إلى الطبيبة. إضافة إلى تكدس في حجوزات المواعيد وضياع أغلبها بسبب عدم كفاية الوقت.
قلة الاستشاريات
بينما يؤكد عبد المجيد العروان أن قلة الطبيبات الاستشاريات وراء هذه التراكم ثم جاء بتبعات المشاكل بين الطاقم الطبي نفسه، فهناك حالات لا تحتاج إلى الطبيبة الاستشارية والتي لا تقبل إلا الحالات الخاصة بها، فيكون البديل رجلاً ومن جنسيات أخرى لا تلتزم بعادات وتقاليد البلاد، مشيرًا إلى أن أغلب العيادات الخارجية يسيطر عليها الأطباء الرجال والمراجعات لها.
السونار
وما يزيد الأمر تعقيدًا وحرجًا أن يقوم باستخدام جهاز (السونار-قسم التصوير الإشعاعي) أخصائيون رجال، ونادرًا ما تجد مختصة لهذا الجهاز على حد وصف المواطن عيسى العبد العزيز الذي التقته "الوطن" في مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء، وأعرب عن تذمره عندما دخل مع زوجته لغرفة التصوير، ووجد أن من يقوم بذلك رجل، فرفض البتة أن تخضع زوجته لفحص يمكن أن تقوم به مختصة وليس من الصعوبة توفرها إطلاقًا.
حالات لا تستدعي
وتروي نعيمة حسن المراجعة لإحدى عيادات النساء قصتها- مع طبيب من جنسية عربية- عندما كانت في بداية شهور الحمل الأولى، وبعد إطلاعه على نتائج التحاليل قال لها هناك إفرازات خارج الرحم وقال إنه لابد من الكشف المباشر ليتأكد من ماهية هذه الإفرازات، وعلل هذا الكشف بمصطلحات طبية مخيفة، تقول نعيمة "رفضت لأنني أحسست أن كلامه مجرد من الصحة، وكان زوجي واعيًا لمثل هذه الأمور، فبعد ذهابي لطبيبة نساء في مستشفى آخر، وأبلغتها بما حصل.
قالت لا يستدعي الكشف لمثل ما ذكر، وإنما هي أمور طبيعية تحدث للمرأة الحامل"، واستغربت نعيمة من ندرة الطبيبات الاستشاريات في مستشفيات الولادة الحكومية.
نقص الكوادر
وترى مراجعات أن البديل والحل هو المستشفيات الخاصة التي توفر طبيبات في كل تخصص حسبما ذكرت بلقيس علي، ولكنها تستدرك ذلك بـ"متاجرة" هذه المستشفيات وارتفاع تكاليف فواتير العلاج، والحال أن هناك شريحة كبيرة لا تستطيع أن تواصل علاجها معه، فكل مرة يطلبون تحليلاً وتصويراً مختلفاً والحجج جاهزة، وفي مقدمتها (الاطمئنان على الجنين) ليصل الأمر إلى التنويم والعمليات القيصرية التي تصل تكاليفها إلى (7000 ريال) وما أكثرها في المستشفيات الخاصة –على حد قول بلقيس- التي ترى أن ما يقودها وغيره للذهاب للخاصة هو النقص الواضح في عيادات التصوير بالذات وطول المواعيد، تقول "في مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء لا يوجد سوى اثنين مختصين في التصوير، وهما رجلان أيضًا. بينما عدد سكان المحافظة الذي جاوز المليون والنصف يفوق طاقة هذا القسم، فإلى متى الانتظار؟".
70% من النساء يفضلن الطبيبة
وأكدت طبيبة النساء والولادة في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام ريم البلوي أن في مجال النساء والولادة تفضل المرأة الذهاب للطبيبة أكثر من الطبيب، "لكونها من نفس جنسها"، مشيرة إلى أن 70% من النساء يفضلن الطبيبة، وأشارت البلوي إلى أن "عدد النساء اللائي يطلبن الطبيب في الولادة قليل جدا "، موضحة أن في مستشفى الولادة والأطفال جميع أطباء الولادة نساء سوى استشاريين فقط رجال.
وتضيف البلوي أنهن يستقبلن ما يقارب 30 ولادة في اليوم الواحد، مرجعة ذلك الإقبال على المستشفى لسبب وجود الطبيبات النساء، وهذا يتيح الراحة للمرأة، مشيرة إلى أنها من خلال سنوات عملها في مجال طب النساء والولادة مرت عليها حالات نساء يرفضن الطبيب بداية، ولكنهن يضطررن للقبول به لعدم توافر طبيبة.
الأزواج يرفضون
وأضافت أم عبد الله الشمراني أنها تؤيد "نسونة" أطباء الولادة بقولها إن "المرأة تحس بمعاناة المرأة، وتتفهم متطلباتها، مضيفة أنها لا تمانع بالذهاب للطبيب في حال عدم وجود الطبيبة وللضرورة فقط.
وأشارت الشمراني إلى أن أول ولادة لها كانت على يد طبيب، وأنه لم يكن يبالي بحالتها مرجعة ذلك لصلابة الرجل، مضيفة أن زوجها لا يرضى أن يعمل على ولادتها طبيب لغيرته الشديدة.
إحساس بالذنب
وأضافت الأخصائية الاجتماعية في دار التربية الاجتماعية بالأحساء عائشة عبد الرحمن الثويني أن "الطبيبة أفضل من وجهة نظرها. إلا إذا استدعت الحالة أو تعسرت الولادة"، مشيرة أن المرأة ترتاح أكثر لبني جنسها. وقالت عائشة إنها أم لخمسة من الأطفال جميعهم أشرفت على ولادتهم طبيبة، إلا ولادة واحدة تعسرت، مشيرة إلى أن الموقف الصعب جدا بالنسبة إليها أن يولدها طبيب. حيث استدعت حالتها ذلك، وتم بدون استشاراتها، ولم تتمكن من التصرف حيث يبعد منزلها 90 كيلومترا تقريبا عن المستشفى، مضيفة أنها صامت شهرين كاملين بعد هذه الولادة لإحساسها بالذنب.
وأضافت الثويني أن "المرأة يهون عليها أن تنظر لها المرأة في حالة الولادة أكثر من الرجل"، موضحة أنه عادة لا تلجأ المرأة للطبيب إلا في حالات العمليات القيصرية وتعسر الولادة.
خبرة الرجل أكثر
من جهة أخرى ذكر استشاري أمراض النساء ورئيس قسم الولادة في مستشفى المانع بالجبيل وزميل الكلية الملكية البريطانية الدكتور محمد أحمد بلة أنه "من النادر جدا أن تطلب المرأة طبيبا للإشراف على ولادتها"، مشيرا إلى أنه عمل في المملكة ما يقارب 25 سنة في مجال النساء والولادة، وكان في بداية عمله في مكة المكرمة حيث كان وقتها جميع أطباء الولادة رجالاً، مشيرا إلى أن وقتها لم يكن هناك أي اعتراضات من المرأة على الطبيب الرجل. وأضاف أنه خلال العشر أو الخمس عشرة سنة الماضية أصبحت قلة من النساء يذهبن لأطباء رجال، وأصبح أغلبهن يشترطن الطبيبة.
مهارات عالية
ويقول الدكتور بلة إن "من أهم الأسباب في نظره لعزوف المرأة عن الطبيب في ولادتها ما بثته القنوات الفضائية في أن من تلد عند طبيب أثناء توفر طبيبة حرام "، مبينا أنه عادة المرأة لا تشعر بالراحة بوجود رجل أثناء ولادتها، وأنه في حال تعسر الولادة أو الولادات التي تطلب مهارة عالية للحفاظ على الأم أو الجنين أو في حال أي مضاعفات، فإن الأطباء أفضل من غيرهم من الطبيبات لمثل هذه الحالات ".
مضاعفات سريعة
وأوضح الدكتور بلة أن "عملية الولادة عملية فسيولوجية لحد كبير جدا قد تتحول خلال دقائق لحالة مرضية ولمضاعفات كبيرة جدا"، مشيرا إلى أنه قد تتعرض الأم أو الجنين للوفاة خلال خمس دقائق فقط، موضحا أنه عادة الذين يراجعون العيادة برفقة الحامل يأتون بصفتها ستصبح أماً وليس كحالة مرضية، فلا هي ولا زوجها يكونان مستعدين لأي مضاعفات أثناء الولادة، مضيفا أن المضاعفات تحدث في وقت قصير
جدا ولا يتقبلها الأبوان لعدم استعدادهما النفسي لها، وقال إن ذلك هو السبب الذي يجعل أغلب الشكاوى ضد الأطباء في الهيئات القانونية سواء في المملكة أو خارجها ضد أطباء النساء والولادة أكثر من الأقسام الأخرى.
ارتفاع الشكاوى
وأوضح أن نسبة الشكاوى في الهيئات القانونية تصل إلى 30% إلى 40% ضد أطباء الولادة، مؤكدا أن الولادة بحاجة لطبيب مؤهل يجابه أي عارض قد يحصل للأم أو جنينها كضعف نبض الجنين، مشيرا إلى افتقار البعض لبعض الوسائل التي يعرف بها ما إذا كان الجنين بخطر أم لا.
وأوضح أن "معرفة كثير من الأمور ترجع للطبيب وخبرته ومهارته في ذلك لإنقاذ الأم والجنين في دقائق معدودة، وأنه عادة ما تكون خبرة الطبيب الرجل أكثر من المرأة لخبرته الطويلة وسهره الليالي على كثير من المرضى، الأمر الذي لا يتاح للمرأة عادة، مشيرا إلى أن المرأة عادة ما يكون لديها أطفال، ولا تتفرغ تفرغا كليا للعمل، وعادة ما ينقصها كثير من الخبرات."
وأضاف بلة أنه في فترة عمله في القطاع العام كانت المرأة ترفض الطبيب السعودي رفضا باتا، ولكن تغير ذلك مع مرور الوقت، مشيرا إلى أنه تأتي العيادة نساء يطلبنه لتوليدهن، ولم يكن لأزواجهن مانع من ذلك، مضيفا أنه لم يمانع من أن يشرف على ولادة زوجته طبيب لأربع مرات[/QUOTE]